سلوا اللوحات عن أحوال صاحبها .
بقع لونية متداخلة بجمال .. خطوط وانحناءات تصطدم ببعضها مُحدثة فوضى أنيقة يحويها سطح يتضور جوعًا .. و فراغ ممل يسكن وقت الرسام ..
هذا ما يعتقده الكثير حول الفنان ولوحته التشكيلية .
الفن التشكيلي موهبة فطرية يمكن تعلمها ليست مجرد خربشة وتسلية بلا هدف إنما هي متنفس لمن عصاه صوته أو حتى حرفه لمن يعجز عن ترجمة شعوره بشكل مباشر للناس لمن يخشى البوح ..
الرسم كالكتابة ..
في الكتابة الكلمة بجانب الكلمة بجانب الكلمة تخلق بوحبداخله حياة .. كذلك الرسم فالشعور بجانب الفكرة والموهبة تُخرج لنا حكاية رائعة تتلذذ بها الأبصار .
تذوق اللوحات التشكيلية ليس بالأمر السهل بل يحتاج ذلك إلى دراسة وممارسة وخبرة كافية بالفن واساليبه .. ما ينقص الناس ليفهموا الشعور الغائب عنهم في اللوحات معرفة مدلولات الألوان والخطوط فكل شكل في اللوحة متفرد بمعنى يخصه كحرف في كلمة .. من تعلم وفقه المعاني تمكن من قراءة اللوحة بسلاسة ولذة .
لا تسأل رسامًا عن معنى لوحته قد يكون رسمها تحت تأثير شعور دون إعداد مسبق لأسلوب أو فكرة معينه يتخذها عند الرسم .. فأنت عندما تسأل عن معنى اللوحة كأنك تنتظر سردًا مفصلًا لشيء يصعب شرحه فلو كان بإستطاعته ذلك لكان خيرًا له ان يكتب بدلًا من الرسم .
في علم النفس تؤخذ لوحات الأطفال على محمل الجد عند دراسة الحالة ، فالطفل عندما يرسم ليس من المعقول ان يكون أعد فكرة معينة ليرسمها فقط هو يرسم ما يشعر به حتى لو لم تتجانس الأشكال .. فيقوم الدارس بتفصيل اللوحة وقراءة كل شكل على حدا فيعرف من خلالها علاقة الطفل بأسرته حالة الطفل النفسية ايضًا اهتماماته ورغباته .
ما يهم الآن .. كيف تكون متذوق جيد؟
بعيدًا عن التعقيدات وبشكل مبسط .. تحتاج إلى الصبر مع كل لوحة ، ثم التعرف على معاني الأشكال والخطوط والألوان وحتى تلك الخامات المستخدمة خارج المألوف ، وبعد ان تشمل هذه المعرفة توقف عن سؤال الفنان حول لوحته .. فقط تعمق بها واحسن التأمل استرجع معلوماتك ضع في الحسبان أبعاد الاشكال المرسومة وتناسبها كذلك كذكل الأداة المستخدمة في الرسم وكثافة الألوان كذلك فإن الشكل الخارجي للوحة يُعطي تاثيرًا مهم .. بعد أن تتقن ذلك سوف تسمع تلك الحوارات الخجلى داخل اللوحة .. سوف تعرف عن صاحبها أكثر مما لوكنت صديقًا له .
إعلم أنه ليس بالضرورة ان تكون الاشكال في اللوحة متجانسة ومترابطة وليس من المهم أن تكون هناك فكرة المهم في الاخير انها ستسرد شعورًا حقيقيا ينعكس عن الفنان يصل لقلوب الذواقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق